عليق وفيقة

عليق وفيقة
موقع البردوني - رواغ المصابيح

ديوان رواغ المصابيح >  عليق وفيقة

عليق وفيقة

مِن مقلتيِه تنجلي
وبكل مرأىً يجتليها

وكأنها غير التي
في كل جارحةٍ يعيها

حيناً يراها تقتفيَه

يراه حِيناً يقتفيها

* * *

تُصبيهِ مثلَ حديقةٍ
تدنو وتُقصي مُجتنيها
ماذا تظنُّ بقصدهِ؟

أيُحبُّها أم يشتهيها؟؟

* * *

ما ردُّها لو أننَّي
أدنو قليلاً أحتويها

وأقول: هاكِ محبَّتي
عريانةً لا تجبهيها

يا(وَفقُ) زخرفة النِّفاق
مهارة لا أدَّعيها

* * *

في قلبهِ، وإليه يبلـ
ـعها وطَوراً يحتسيها
تُنهي بلاغة سِرِّها
فيهِ، ومنها يبتديها

* * *
ماذا يثاقفها؟ وكيف؟
وأي نجوى ترتضيها؟

أيَّ الصِّفاتِ تروقُها؟
أي المذاهب تنتقيها؟

* * *

أيقولُ أفديها كما
قالوا، وأفدي مفتديها؟
يبغي لها لغةً كعيـ
ـنيها كبشرى تنتويها

* * *

خُضْ يا (عَليق) أجدَّ تجر
بةٍ عسى أن تجتبيها

قل: لا تقيسيها بأو
لى قبل حكمكِ جرِّبيها

* * *

أتشكُّ فيمن جاء يمـ
ـنحها ويبدو مجتديها؟

كم راوغتها باسمها
كتبٌ، وكانت تزدريها

وتردُّ أبوال الشفا
ه إلى حناجر حالبيها

وتذبُّ مَن يُردُون عمَّـ
ـتها على كتفي أخيها

ما استجملَت أَلَق الخَوى
مااستكرهت إلاّ الكريها

* * *

أجلى الحقائق عندها
حبٌّ تراه ويرتئيها

وتصوغهُ ليصوغَها
ويهدَّها كي يبتنيها

* * *
هاتيك مِن شغفي بها
أصبَحتُ أعشق ما يليه

فأرى الكواكب فوقها
يُرضعن مِن فمها بنيها

أرى غبار خريفها
متنزَّهاً يغري النَّزيها

وأرى الطيور قصائدا
ًمنها، إلى مَن يصطفيها

أروائح (الكاذي) تشي
بمرورها؟ أم ترتديها؟!

* * *

يا ديك حارتها أتسـ
ـمعُ حُلْمها أم حالميها؟

أيُّ الرؤى تغشى كرا
ها؟ أيُّ سهدٍ يعتريها؟

هل في قميص رقادها
مَن تكتسيه ويكتسيها؟

هل طلَّقَت (سعد السعود)
لأن (أسْعَد) يستبيها؟

أتشمُّ صبحاً تبتغيهِ
أم صباحاً يبتغيها؟!

بحشاك مِن أسرارها
ما لا ترى، فمتى تريها؟

* * *
قل: خلف صوتكَ هِزَّةٌ

تدعوكِ أن تستبدهيها

أبقلب (وفقةَ) جذوةٌ
تطفو وأخرى تقتنيها؟

لا تنتهرني، إنّني
مِن مرتجيك ومرتجيها

ولأنني أحببتها
أحببت كل الناس فيها

* * *
قبَّلتُ نِيَّتها َديْن
ووجهها قلباً وَجِيها

وخطبت طفلة طفلها
فغدوت أخطَب مِن أبيها

مِن آخرِ العشق ابتدأ
تُ فبتُّ أوَّل عاشقيها

وإلى عرائس حزنها
مزَّقتُ برقعها الشويها

* * *

ودخلت حرقَتها التي
تَهدي وتُنضج مصطليها

عاقرت طعم التّيه فيـ
ـها واستحبَّت أن أتيها

* * *

تستسفهين تطرّفي؟
بل خِفتُ لائمكَ السفيها

مِن طبع كل نبيهةٍ
أن تحضن العشق النَّبيها

نجل المغامرة ابنُها
وأبو الخطورة مِن ذويها

ما وزنُها ما لم ترَ
مَن تتَّقيه ويتَّقيها

أسَمِعتَ (وفْقةَ) يا (عَليق)؟
ألستُ أحنى مُنطقيها؟

كانت تقول ومَسمعي
مُغمىً بضجَّةِ ُسمعيها

والآن معجم قلبها
قلبي، دمي مِن قارئيها

* * *

أُوَّاه كم شبَّهتُها
ومتى وجدت لها شبيها؟

أوَ ليس فقه غرامها
أعيا المنجِّم والفقيها!

عام 1987م