تخاييل

تخاييل
موقع البردوني - رواغ المصابيح

ديوان رواغ المصابيح >  تخاييل

أسْكتِ الهاجسات فيك قليلاً
واسترح منك ضحوةً أو أصيلاً

كل آنٍ تغلي وحيداً، كآتٍ
مِن رحيلٍ ومستهِلٍّ رحيلا

حاسياً ما يعي مرور الثواني
مستنيلاً حنينها، أو مُنيلا

* * *

تَنشد المستحيل تلقاه حُلماً
هل تُغنّي كي تملِك المستحيلا؟

ولماذا تحيل دمعك صوتاً؟
كان صوتاً في القلب يخشى المَسيلا

* * *

للمراعي تصغي، وتحكي، فتبدو
والمراعي (بثينةً) و(جميلا)

تعرف الطير أن للأرض سرّاً
ولذا تُنبت الكَلاَ والنخيلا

* * *

تُلفت الذكريات شوقاً، لماذا !
هل تحب (النبيذ) كَرْماً ظليلاً؟

أوَما كان في العناقيد أصبى؟
هل تراه في الكأس شيخاً ضئيلا؟

لست ترضى أن يصبح الشوقُ ذكرى
فتُسمِّي العطور زهراً قتيلا

هل ستدعو تحوّل القمح ذبحاً
حين يحتاج مخبزاً وأكيلا؟

كان أنقى بدون خَبزٍ وأكلٍ
هل رأيت الندى يحول غسيلا؟

* * *

كم إلى كم تغوص فيك وتطفو
باحثاً عنك جائلاً ومُجيلا؟

مستعيداً أصالة الأصل منهُ
آبياً ظلَّه عليه دليلا

مازجاً فيك سائلاً ومُجيباً
طالباً منك فيك عنك بديلا

خارجاً منك، مُدخلاً فيك أشقى
كي توافي على الدخيل دخيلا

طامعاً أن تظَل فيك غريباً
لا يصافي فيك النُّزول النزيلا

يدخل اليوم فيك يطبخ ليلاً
يَخرج الليل منك، يوماً كحيلا

كل هذا أدعى لعزف احتراقي
قبل أن أَدخُل السكوت الطويلا

* * *

كل آنٍ تُميل فيك القوافي
فمتى سوف ترتوي كي تَميلا؟

أتراني موظَّفاً عند قلبي
فتظن الصواب أن أستقيلا!

* * *

فاقدات (الهديل) يبكين فرداً
أنتَ تبكي في كل آنٍ هديلا(1)

لي خليلٌ في كل مثوىً ومهوىً
مذ تخيَّرتُ كلَّ قلبٍ خليلا

عام 1988م