ثائران

ثائران
موقع البردوني - ديوان في طريق الفجر

ديوان في طريق الفجر >  ثائران

17 رجب سنة 1382هـ

13 ديسمبر سنة 1962م

من جمالٌ ومن أُسمِّي جمالا؟
معجزات من الهدى تتوالى

وشموخاً يسمو على كل فكرٍ
وعلى كل قمةٍ… يتعالى

من “جمال”؟ حقيقة تنثني
عنها الخيالات يحترقن انفعالا

وعنادٌ أعيا البطولات حتى
رجع الموت عنه يشكو الكلالا

* * *

موكب من مشاعلٍ إنطفا الحساد
من نفخه وزاد اشتعالا

وتدلت أضواؤه كالعناقيد
فأذكت في كل عين ذبالا

وتملا ثوار “صنعا” هداه
فاستطاروا يحرقون الضلالا

والتقوا يغسلون بالنار دنيانا
ويمحون بالدم الأوحالا

وأضاءوا والليل يبتلع الشهب
وأم الهلال تطوي الهلالا

فتناغى ومض المآذن: ماذا؟
أي فجرٍ أشتم فيه “بلالا”؟
* * *

ووراء الحنين شعب مسجى
ملَّ موت الحياة، ملَّ الملالا

والرؤى تسأل الرؤى كيف ضج
الصمت، واستفسر الخيال الخيالا

من أطلوا كصحو نيسان يكسون
الربى الجرد خضرةً واخضلالا

ومضى الثائرون يفدون شعباً
يتحدون باسمه الآجالا
كالقلاع الجهنميات ينقضون
يرمون بالجبال الجبالا

ويشبون ثورةً رمت التاج
وهبت تتوج… الأجيالا

ومشت والشروق في خطوها الج
بار، ينثال في الدروب انثيالا

ومددنا المنى فكانت عطاءً
سرمدياً تجاوز الآمال

فطفرنا إلى الحياة كموتى
دفعتهم قبورهم… أطفالا

* * *

وبدأنا الشوط الكبير وأعددنا
لأحداث الكبار…. “جمالا”

واهتدينا به فكان دليلاً
وأباً يحمل الجهود… الثقالا

وبلونا في أباً لم تزده
لهب الحادثات إلا صقالا

ودروب الكفاح تنبيك عنه
كم طواها وأتعب الأهوالا

وثنى الموت في “القناة” وألقى
في أساطيله الحريق… ارتجالا

ورمى الغزو والغزاة رماداً
تخبر العاصفات عنه والرمال

وفلولاً تكابت الروح فيها
مثلما تكبت العجوز السعالا
* * *

لا تسل “بور سعيد” وأسأل عداه
كيف أدمى اللظى وجال وصالا

وتحدى الردى الغضوب و”مصرٌ”
خلفه تسحب الذيول اختيالا

وانتظار الفرار والنصر وعدٌ
يحتمي بالمحال يدني… المحالا

والضحى يرتدي رداءً من النار
ويرخي من الدخان… ظلالا

ومنايا تمضي وتأتي منايا
وقتالاً دامٍ يثير قتالاً

وسؤالٌ يمضي وما من جوابٍ
وجواب يأتي يعيد السؤالا

فإذا “ناصر” يقود تلالاً
من شباب القوى تدك تلالا

وجحيماً تحتل أجساد من جاؤوا
يرومون عنده…. الإحتلالا

وأباة لا يعتدون ويهدون
إلى المعتدي الأثيم الزوالا
ويطيرون يضفرون النجوم الخضر
“غاراً” يكللون النضالا

وإذا النصر بين كفي “جمالٍ”
ينحني خاشعاً ويندى ابتهالا

* * *

من “جمالٌ”؟ سل البطولات عنه
كيف أغرت به العدى الأنذالا؟

فتبارت أذناب “لندن” تزري
باسمه فازدهى اسمه وتلالا

وأجادوا فيه السباب ولكن
يحسن الشتم من يسيء الفعالا

كيف يخشى أذيال لندن من صب
على لندن المنايا العجالا…؟

إن من تضرب الرؤوس يداه
لا يبالي أن يركل الأذيال

* * *

يا لصوص العروش عيبوا “جمالاً”
واخجلوا أنكم قصرتم وطالا

فسقطتم على الوحول ذباباً
وسما يعبر الشموس مجالا

واكتملتم نقصاً وزاد كمالاً
ومدى النقص أن يعيب الكمالا

فبنى أمةً وشدتم عروشاً
خائناتٍ تبارك القتالا

وقصوراً من الخنا مثقلاتٍ
بالخطايا كالعاهرات الحبالى

فسلوا عنكم الليالي السكارى
والحسان المدللات الكسالى

وضياع الحمى وما لست أدري
ودنايا شتَّى عراضاً طولا

لا تضيقوا فإن للشرف العالي
رجالاً وللدنايا رجالا

لا تضيقوا إن العروبة تدري
من “جمال” وتعرف “السلالا”

بطل الثائرين وافى أخاه
والبطولات تجمع الأبطالا

أخوان تلاقيا فاشرأبت
“وحدة” العرب تنحر الإنفصالا

فاهتفي يا حياة إنا اتحدنا
في طريق المنى وزدنا اتصالا

والتقى “النيل” و”السعيدة” جسماً
صافحت كفه اليمين الشمالا