صنعاء… في فندق أموي

صنعاء… في فندق أموي
موقع البردوني - زمان بلا نوعية

ديوان زمان بلا نوعية >  صنعاء… في فندق أموي

توهمت أني غبت عن هذه الروعى
فمن أين جاءت تسحر الغرفة الصرعى

تهامسني في كل شيء.. تقول لي:
إلى أين عني راحل؟.. خفف المسعى

***
ومن هذه الروعى؟ أظن وأمتري
وأدري… وينسيني لظى داخلي أقعى

أما هذه (صنعا)؟ نعم إنها هنا
بطلعتها الجذلى، بقامتها الفرعا

بخضرتها الكحلى، بنكهة بوحها
بريا روابيها، بعطرية المرعى

***
أما كنت في قلبي حضوراً على النوى؟
ولكن حضور القرب عند الأسى أدعى

سهرت وإياها نهد ونبتني
ومن جذرها نفني المؤامرة الشنعا

أصوغ وإياها ولادة (يحصب)
أغني وإياها: (أيا بارق الجرعا)

نطير إلى الآتي ونخشى غيوبه
نفر من الماضي، ونهفو إلى الرجعى

ومن جمر عينيها أشب قصيدة
ومن جبهتي تمتص رناتها الوجعى

***
طلبت فطور اثنين: قالوا بأنني
وحيد.. فقلت اثنين، إن معي ( صنعا)

أكلت وإياها رغيفاً ونشرة
هنا أكلتنا هذه النشرة الأفعى

وكانت لألحاظ الزوايا غرابة
وكانت تدير السقف، إغماءة صلعا

***
ضبابية الأخبار، تدرين سرها؟
أتصغي؟ ومن منا بمأساتنا أوعى؟

يعزوننا من كل بوق كأنهم
لحب الضحايا، من سكاكينهم أرعى

***
زمان بلا نوعية، ساق ويله
متاخيم، يقتاتون أفئدة الجوعى

لماذا أنا منعى المحبين والعدا؟
لكي يصبح القتال قتلى بلا منعى

أكتوبر1977