ليليات قيس اليماني

ليليات قيس اليماني
موقع البردوني - كائنات الشوق الآخر

ديوان كائنات الشوق الآخر >  ليليات قيس اليماني

أيستقي ولا يلقى ثماله
أكل بلاده “غيل الشلاله”؟

يبيت يثير: ما هذاوماذا
وكيف تعملقت هذه السفاله؟

ومن ذا أسكن الكثبات دوراً
وعلمها الرياسة والعهاله؟

ومن سمى “شفيقاً “بازلوني”
وألبس “بربرى” “سلوى شباله”

* * *
لمذا ترتدي “حلوان” “روما”؟
و”واشنطن” لمن لبست “صلاله”؟

أما اتخذت قناعاً وجه “نجدٍ”
لتقتل “مذحجاً” بيدي “تباله”

أزالت “لندن” الأولى وجاءت
بأخرى غير قابلة الإزاله؟

تقامر بالعروش وبالمباغي
تدير البابوية والبقاله

تؤدي عمرة في كل يوم
وتنصب لحية المفتي حباله

ترأس نائباً يبدو جديداً
وتكتب للرئيس الإستقاله

فيمسي الحب أروغ من ثعال
ويغدو القتل أشبق من ثعاله

* * *
تسال بكل ناحية دماء
ولا أخذ يشاهدها مساله

أكل عيون هذا الوقت أضحت
فصوصاً تحت أرمدة مهاله؟

* * *
أيبغي الشعب نصراً مستحيلاً
ولا تلقى الخيانات استحاله

لماذا من يناشد أي عدل
يكابد قتله باسم العداله؟

* * *
يحدق.. والرؤى غابات أيدٍ
وأذقان كما تحمى الزباله

وفوق الأرؤس العليا رؤوس
وللأذيال أذيال مشاله

وهذي المكتبات تبيع تبناً
تهندمه البهارج والصقاله

* * *
يسائل: كيف ذاك وكيف هذا
كأن عليه كل الناس عاله

يفكر كيف يقلع كل سوء
ويسأل مرتين: بأي آله؟

* * *
فيحلم أنه يملي كتاباً
يفسر كيف علمنة الجهاله

يعري كل أوكار الأفاعي
ومن زرعوا نيوباً للنذاله

ويسكن إصبعاً من كف وهمٍ
عليه من دخان الشوق هاله

يسافر من كتاب غير مجدٍ
إلى ثانٍ يفتش عن علاله

* * *
بودي يا أبا زيد الهلالي
لو أنّ مدينتي أم الهلاله

لون “براش” في كفي زناد
ألقنه الفصاحة والجزاله

* * *
يجوع ويحتمي بالحبر يلهو
بمن ورثوا الشراهة والنباله

بمن خرقوا “البشائر” واقتنوه
وشادوا بعد “صالة” ألف صاله

يغني للدجى: “وا ليل داني”
يغني للضحى: “وا ليل باله”..

ألا يا بارقاً يوماً سيهمي
أتدري كيف أزبدت الضحاله؟

* * *
يؤرخ كل سجنٍ مات فيه
ووافق أن يموت بلا كفاله

يفصل حكم من كانو ملوكاً
ومن أضحوا ملوكاً بالوكاله..

* * *
لكا رزيئةٍ -يا قيس- جد
وأم حية ولها سلاله

لكل معاكس -ياقيس- عكس
تخيل كي ترى البشرى المخاله

* * *
يسل الحرف، يشعل مقلتيه
يحمر قصةً، يشوي مقاله

ينضج خاطراً، ينهي عموداً
ويتهم الجريدة بالعماله..

يهد قصيدة، يبني سواها
يدوس فم التقاليد المذاله

* * *
أترتاب الرقابة في رموزي
وتحسب عجمة الهندي إماله

أتفهم في الكتابة يا “كمال”؟
وأنت طلعت من فخذي “كماله”

فمن أين ابتنى في “الخط” قصراً
وفي “القاع” اشترى بيتي “قلاله”

أيعلو زوج تلك على جبيني؟
أهذا حلم نومٍ أم ضلاله؟

* * *
يبندق كل عنوان ويذكي
بزنديه المهارة والبساله

يجوس قرارة الأكوخ، يرقى
إلى أذقان أصحاب الجلاله

* * *
أتصبو أنت يا جدي “جمالاً”
وتفنى في الصبا أختى جماله

و”ناجي” كيف أمسى “اللورد ناجي”
وكان أرث من خوف الشواله

وياهذا الزحام: أأنت شيء
سوى حزمٍ من الخرق المجاله!

لماذا تطبخ الساعات قشاً
وأستنشي هنا عبق الحثاله؟

* * *
يغادر عالماً ينجر ميتاً
ويدخل عالماً أطرى أصاله..

يسمي هجعة الأحجار هجساً
ويدعو النوم فلسفة الملاله

هنا الأشجار والوادي رفاقي
وبيني والربى صلة الزماله

* * *
من الآتون؟ هل سبقوا مجيئي؟
أعمر هناء ئي هذي العجاله؟

أكنت أسير خلفاً أم أماماً؟
تشابهت الخسارة والهباله

* * *
يعود إلى عثور، لا ارتضاه
ولاحانت لعثرته إقاله

لتضييع البريد يذوب حبراً
ويكتب كل خاطرة رسالة

يطيل عباءة الأشواق حتى
تعثرها، فيختصر الإطاله

* * *
إلى ذاك الذي.. أزجي قبوراً
إلى ذاك الذي.. أهدي حواله

يؤمر “عامراً” ويزيح “عمراً”
يرقي “فاضلاً”، يقصي “فضاله”

* * *
يخط وريقة يمحو ثلاثاً
يقاتل فوق جبهته البطاله

ينادي: يا أعادي الناس أضحت
مقاصركم أشف من الغلاله

* * *
أما كليت؟ أغفى كل بيتٍ
أتغفو قيس؟ كلي يا كلاله

يرى حلماً يهامس كيف يدنو
يعي ذكرى كرائحة المباله

* * *
أينتخل البلاغة كل ليلٍ
ويصبح ما انتقى غير النخاله

-سأحرث تربة أخرى وأرمي
ورائي: قالة تجتر قاله

* * *
يحن إلى سوى الغزلان يمضي
إلى تغيير مرآة الغزاله

يريد غداً بلا أمسٍ ويهوى
عروساً ما لها أم وخاله

* * *
إلى الآتي، هناك له بلاد
ستبزغ ذات يومٍ، لا محاله

لماذا لا تشع كما أرجي؟
أليس الدهر حالاً بعد حاله

* * *
يشم لوعدها قلباً شموخاً
ووجهاً مثل طهر البرتقاله

يراها وهي أخفى عنه لكن
وعود الخير غامضة الدلاله

1985