في وجه الغزوة الثالثة

في وجه الغزوة الثالثة
موقع البردوني - وجوه دخانية في مرايا الليل

ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل >  في وجه الغزوة الثالثة

حسناً… إنما المهمة صعبه
فليكن… ولنمت بكل محبه

يصبح الموت موطناً..حين يمسي
وطن أنت منه، أوحش غربه

حين تمسي من هضبة بعض صخر
وهي تنسى، أن اسمها كان هضبه

فلتصلب عظامنا الأرض، بدري
كل وحش… أن الفريسة صلبه

ولنكن للحمى الذي سوف يأتي
من أخاديدنا… جذوراً وتربه

مبدعات هي الولادات… لكن
موجعات… حقيقة غير عذبه

***
ولماذا لا تبلع الصوت؟.. عفواً
من توقى إرهابهم، زاد رهبه

كيف نستعجل الرصاص ! ونخشى
بعد هذا، نباح كلبٍ وكلبه

هل يرد السيول وحل السواقي؟
هل تدمي قوادم الريح، ضربه؟

أنت من موطن يريد… ينادي
من دم القلب، للمهمات شعبه

***
اتفقنا… ماذا هناك؟ جدار
بل جبين، عليه شيء كقبه

ربما (هرة) تلاحق (فاراً)
ربما كان طائراً خلف حبه

إنما هل يرى التفاهات حي؟
تلتقي أحدث الخطورات قربه

هل ترى من هناك؟ غزواً يقوي
قبضتيه، يحد مليون حربه

يحتذي (البنكنوت) يومي اليه
وعليه من البراميل جبه

أنه ذلك الذي جاء يوماً
والى اليوم، فوقنا منه سبه

***
قبل عام واربعين اعتنقنا
فوق (أبهى) عناق غير الاحبه

والتقينا به (بنجران) حيناً
والتقينا بقلب (جيزان) حقبه

والتقينا على (الوديعة) يوماً
والمنايا على الرؤوس مكبه

جاء ذلك البقاع… خضنا، هربنا
وهي تعدو وراءنا مشرئيه

إنها بعض لحمنا، تتلوى
تحت رجليه، كالخيول المخبه

في حشاها، منا بذور حبالى
وجذور وردية النبض خصبه

***
ما له لا يكر كالأمس؟ أضحت
بين من فوقنا، ونعليه صحبه

إنهم يطبخوننا، كي يذوفوا
عندما ينضجوننا، شر وجبه

خصمنا اليوم غيره الأمس طبعاً
البراميل أمركت (شيخ ضبه)

عنده اليوم قاذفات ونفط
عندنا موطن، يرى اليوم دربه

عنده اليوم خبرة الموت أعلى
عندنا الآن، مهنة الموت لعبه

صار أغنى، صرنا نرى باحتقار
ثروة المعتدي، كسروال (قحبه)

صار أقوى… فكيف نقوى عليه
وهو آت؟ نمارس الموت رغبه

وندمي التلال، تغلي فيمضي
كل تلٍ دامٍ، بألفين ركبه

ويجد الحصى القتال، ويدري
كل صخر، أن الشجاعة دربه

يصعب الثائر المضحي ويقوى
حين يدري، أن المهمة صعبه

(فبراير 1975)