الوجه السبئي.. وبزوغة الجديد..

الوجه السبئي.. وبزوغة الجديد..
موقع البردوني - وجوه دخانية في مرايا الليل

ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل >  الوجه السبئي.. وبزوغة الجديد..

يقولون، قبل النجوم ابتديت
تضيء، وتجتاز، لولا، وليت

وكنت ضحى (مارب) فاستحلت
لكل بعيد سراجاً، وزيت

يقولون، كنت، وكنت، وكنت
وفي ضحوة العمر، أصبحت ميت

ولم يبق منك، على ما حكوا
سوى عبرة، أو بقايا صويت

و (نونيَّة) شبَّها (دِعبل)
وأصدأ (بائيةٍ) (للكُميت)

***
ولكن متى مُتَّ؟ كنت (بُخيتاً)
فصرت شعوباً، تسمى (بخيت)

لا اسمك امتد فيهم، رأوك
هناك ابتديت، وفيك انتهيت

***
فأين ألاقيك هذا الزمان
وفي أي حقل؟ وفي أي بيت؟

ألاقيك، أرصفة في (الرياض)
وأوراق مزرعة في (الكويت)

ومكنسة في رمال الخليج
وشت عن يديك، وأنت اختفيت

وإسفلت أسواق مستعمر
أضأت مسافاتها، وانطفيت

ورويتها من عصير الجبين
وأنت كصحرائها، ما ارتويت

***
فكنت هنالك، سر الحضور
و(شيكاً) هنا، كل فصلين (كيت)

بريداً: لنا شجن، كيف (سعد)
و(أروى)؟ وهل طال قرناً(سُبيت)
***
ولكن متى مت، ينبي العبير
على ساعديك، وعن ما ابتنيت

وما دمت تبني، وتهدي سواك
سيحكمون، منك إليك اهتديت

ومن تجربات النهايات، جئت
وليداً، وقبل البزوغ انتقيت

أمثل الربيع، لبست المغيب
وأنضر من كل آت أتيت

(سبتمبر 1976)