زامر القفر العامر

زامر القفر العامر
موقع البردوني - وجوه دخانية في مرايا الليل

ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل >  زامر القفر العامر

تغني؟.. أغانيك بين الركام
عيون يفتتهن الزحام

نهود تساقط مثل الحصى
جباه يمزقها الارتطام

وأنت تغني بلا مبتدا
بلا خبر عن دنو الختام

ووجهك فعل له فاعلان
مضاف إلى جر ميمٍ ولام

***
لهذا تغني بدون انقطاع
تثور على وجهك ” ابن الحرام ”

على جلدك البنكنوتي، على
سعال العشايا، وبيع المنام

وسوف تغني إلى أن يرف
صداك ربيعاً ويهمي حمام

لأنك اشواق راعٍ (بإب)
وأحلام فلاحةٍ في (شبام )

وأعراس كاذية في (حراز)
وأفراح سنبلةٍ في (مرام )

***
لأن حروفك عشبية
كعينيك يا نيي الاهتمام

تزمر للسهل كي يشرئب
وللسفح كي يخلع الاحتشام

وللمنحنى كي.. يمد يديه
ويعلي ذوائبه لليمام

وللبيدر المنطفي، كي يشع
ويورق في المنجل الابتسام

وللشمس، كي تجتلي أوجهاً
دخانية، في مرايا الظلام

من الحقل جئت نبياً اليه
وما جئت من (هاشمُ) أو (هشام)

أغانيك بوح روابي (العدين)
مناك تشهي دوالي (رجام )

لأن بقلبك صوم الحقول
تغني لتسود صفر الغمام

***
هواك اعتناق الندى والغصون
لأن غرامك غير الغرام

تموت أسيً، كي تشيع السرور
تغني – وأنت القتيل – السلام

(مايو1976م)