أولاد عرفجة الغبشي

أولاد عرفجة الغبشي
موقع البردوني - ترجمة رملية لأعراس الغبار

ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار >  أولاد عرفجة الغبشي

قيل عنهم: تمردوا وأطاعوا
وكأمثالهم، أضاعوا وضاعوا

قيل: جاؤوا مِن صخرتين بوادٍ
قيل: شبّوا كما تطول التّلاعُ

قيل: هم إخوة، وقيل: رفاقٌ
قيل: هم جيرةٌ غذاهم رضاعُ

ذو أصولِ، أعلى المزايا لديهم
سلُّ سيفٍ أحدَّ منه الذراعُ

* * *

قيل: كانوا إذا أجالوا سيوفاً
في رُبى (صعدةٍ) أضاءت (رداعُ)

وإذا أولموا ب”صعفان” ليلاً
كان الليل في الخليج التماعُ

* * *

قيل: كانوا كواكباً فاستحالوا
وأدياً للشموس فيه انزراعُ

فترى الأرض حيث حلُّوا سماءً
ولهم مثلها سنىً واتساعُ…

ولهم نسبةٌ إلى كل برقٍ
وعلى نيّة الرياح اطِّلاعُ

* * *

قيل: إن الصخور كانت رطاباً
في صباهم، وللرَّوابي شراعُ

رضعوا في الصِّبا حليب الثُّريا
وارتعوا قامة الرُّبى حين جاعوا

* * *

قال راوٍ: هم أربعون، وثانِ
قال: هم تسعةُ وعمٌّ شجاعُ

فانبرى ثالثٌ، تَعِدّان ماذا؟
هم أُلوف كما تمور القلاعُ

هل تكيلانهم؟ نعم هم لدينا
نصف صاعٍ، وقل إذا شئت صاعُ

ربما تشبرانهم ذات يومٍ
ربما، أول القياس ابتداعُ

* * *

قال بعض المحللين: أطلُّوا
فجأة في الدجى فهزُّوا وراعوا

قبل أن يظهروا أتى الوصف عنهم
فرآهم – قبل العِيان – السَّماعُ

وأضاف: اغتلوا قليلاً وأغفوا
هل أقول اشتروا حماساص وباعوا؟

حين ذاك التقوا بزغب الأماني
مثلما يلتقي الندي والشُّعاعُ

* * *

قال مستبصرٌ: أتوا في زمانٍ
للنقيضين في يديه اجتماعُ

فلهم كالزمان قحطٌ وخصبٌ
وطفورٌ كموجهِ وارتجاعُ..

ولهم مثل ركبتيه انحدارٌ
ولهم مثل حاجبيه ارتفاعُ..

عن حكاياتهم أشاعوا كثيراً
واستزاد الصدى إلى ما أشاعوا

* * *

قَصَّ مؤرخٌ: كيف جاؤوا
قال ثانٍ: مضوا وجاء الصراع

ما تراهم تدافعوا ثم قرُّوا
وامتطى الآن نفسَه الاندفاعُ؟

حينما أقبلوا تغنّى التلاقي
فلماذا لا يفكهرُّ الوداعُ…؟

شوّهتهم صحيفةٌ كالأعادي
وأعادت صحيفةٌ ما أذاعوا

* * *

قيل: جاؤوا النزاع لَمّا تبدّوا
قيل: مِن قبلهم أفاق النزاعُ

قيل: جاؤوا البقاع كي يحرقوها
قيل: جاءت إلى الحريق البقاعُ

قيل: نابوا عن الغبار فهبّوا
ثم ناب الغبار عنهم فماعوا

عجزوا حين حاولوا أن يطيروا
وأرادوا أن يهبطوا فاستطاعوا

ثم قالوا: تزوجوا (بنت آوى)
وأطالت حفل الزفاف السباعُ

وتبنّى الحياد هذا وهذا
واتّقى ما انطوى عليه القناعُ

قيل: هذا، وقد يقال سواهُ
كل ماضٍ للقادمين مُشاعُ

* * *