سباحة على ريشة البرق

سباحة على ريشة البرق
موقع البردوني - ديوان جواب العصور

ديوان جواب العصور >  سباحة على ريشة البرق

ليس لي فوق ما أضأْتَ زيادهْ
كلُّ عيبٍ كاشفْتَ أضحى شهادَهْ

وتراءى الذي رأيتَ، لماذا؟
ماسها الموت أو أجاب الوسادَهْ

ألهذا يجيء كل أوانٍ
فاجئاً، وَهْوَ كالتحياتِ، عادَهْ

ولماذا لا تملك الآن ردّاً
يا وريث البيان يا ابن الإجادَهْ؟

يا الذي دارت الثريا دواةً
في يديه وألهمته النضادَهْ

يا لعشيق الذي رأى مهد عادٍ
غادةً في قميصها كلُّ غادَهْ

* * *
هل أقصُّ الذي جرى؟ أنت أدرى
فليكن، ولأَقلْ حكايا معادَهْ

بعدما غصتَ في حشى الأرض أمست
بالربيع الذي بذرت جوادهْ

لو تأنّيتَ شِمتَ ما خِلتَ يجري
مودَعاً سيد الأوان السيّادَهْ

* * *
كنتَ في مقلتي (شباط) اشتياقاً
في محيّا (آذار) ومض انتقادهْ

شمسُ أيلولُ كنت نبضَ سناها
والكتابَ الذي يقود القيادَهْ

* * *
ثورةٌ تلو ثورة بعد أخرى
والمُرجى يلم شعثَ الإرادةْ

كنت في هذه وتيك وتلك
شوقَ آتٍ وخيرَ ما في المُبادهْ

* * *
هكذا دمتَ حاضراً من غيابٍ
يا غياباً له حضورُ الفرادهْ

يا حساماً من السيوف اللواتي
لُحْنَ برقاً من قبل بدء الحدادهْ

يا أخا الفقار جرّبت حرباً
قبل أن تَعْرُكَ اليد المستجادهْ

يا قريباً نأى وحال طيوفاً
حُلْنَ في جيد كلِّ زاهٍ قلادَهْ
* * *
آخر الشوط يستهلُّ ابتداً
غير ما يعهدون فوق العهادهْ

من فم الطحن يصعد الحَبُّ خبزاً
كيف يدمى في الورد نسغُ الوِرادَهْ

هل أجاد التناسخُ الشكلَ حتى
تبتدي يا (وريث) عمر الإعادهْ

لو تنقّى الذي ستغدو عليهِ
وافداً منك، هل سترضى الوفادَهْ

ذاك أرقى مِنْ تربةٍ، مَنْ تسامى
أهبطته منها إليها ازدرادَهْ

* * *
ما أرى تسعة وعشرين إلاّ
كادّكار المسيح (يوم العمادَهْ)

والأمَرَّ الأَمرَّ فقدانُ غصنٍ
قامةَ الدَّوْح قبل فَقد الملادَهْ

* * *
الحياةُ التي عَبرْتَ كحلم
ثم طالت عريضةً مستفادهْ

عنك نابت رسولةً أنت منها
وَهْيَ منك التفاتةٌ وامتدادهْ

* * *
إنَّ مَنْ لا يُحيي مَنْ العمر دهراً
مَنْ معانٍ، لا يستحق الولادَهْ

خير زُوّادِ كلِّ قومٍ عظيمٌ
مات موت الندى لتبقى الرّيادَهْ

إيه يا أحمد الوريث أتحكي
كيف صافى الجموحُ فيك الزَّهادَهْ؟

كنتَ تدعو إلى القنوت وتغزي
باقتحام الردى وحرقَ الهوادَهْ

وترى الخانعين بعض قبورٍ
نصف يقظي والصمت حزم البلادَهْ

وعلى القاعدين تنصبُّ لوماً
وعلى الصاعدين تضفي الإشادَهْ

منشداً (حيَّ في الربوع شباباً
سُبَّقاً للعلى عن الحق ذادَهْ)

بيدٍ تدفع (الإمامَ) أماماً
وبأخرى تريه عام الرَّمادَهْ

ساءلنهُ أيسكن الشحُّ داراً
قيل عنها دار ابن شيخ الرفادَهْ

* * *
كنبي تتلو العيونَ قلوباً
تلمح القلبَ ناظراً ذا سدادَهْ

وتخوض الجدال صفواً وتثني
لغطاً تمتطي هواه اللدادهْ

فأواناً مفلِسفاً كابن سينا
وأواناً محدِّثاً عن قتادهْ

(وسماعاً أهل البصائر) ترقى
بالمصلّى وترتقي كالعبادةْ

* * *
كنتَ في كلّما تخطُ وتملي
سيداً في ضميره الشعب سادِهْ

ولذا صنّفوك غير موال
ولأهل الطُّفور سهل المقادهْ

مَنْ يريهم للنابغين مزاداً
بينهم جفوةٌ، رأَوْها مزادَهْ

* * *
يا أبا (الحكمة) البتول، بقلبي
نفثةٌ ليس لي عليها جلادَه

أتُراني في جانح البرق أسري
ريشةً من هواك ذات اتقادَهْ

وعلى جمرتي ترى وجه صنعا
كي تؤدي زيارةً أو عيادَهْ

خذ حريقي فكلُ ما في بلادي
مَن بلادي حتى الأسى والنكادَهْ

إنها لا تزال كالأمس تغد
شبه صيّادةٍ وتمسي مُصادَهْ

أينما سافرتْ تلاها لظاها
لا هنا، لا هناك تلقى ابترادَهْ

قل لدهريَّةِ الرحيل أضيفي
خبرةَ السِّندباد، يا سندبادَهْ

قل لها أين كان أحفاد (أروى)
يوم صاغت لها الأقاليم قادَهْ

* * *
هل أعيد الذي عَلِمْتَ وأدري
ربما نستشفُّ أشقى إفادَهْ

خلتَ (يحيى) على العصافير صقراً
فتلاه مَن صيرَّوهُ جرادَهْ

لو ترى اليوم دُورهم صحتَ فوراً
عِمْ مساءً يا فقرَ (دار السعادَهْ)

* * *
قل لصنعا ماذا تودّينَ؟ قولي
توشك اليوم أن تفيد الوَدادَهْ

هل أقول اقتضامُ أطراف ذاتي
شبهةُ السِّلم أو غموضُ الإبادةْ

أي أزواج أمِّيَ الآن عمي
كم ستقضي يا ابْني ديون الحفادَهْ

هل أعيدُ الذي يقول المغني؟
عن تناجي (عز الهدى) و(زبادهْ)؟

أو أغني قَتْلَ (اليدومي) ينادي
وعلى بنته تنوح (القَعادَهْ)

قلتُ جهراً (سلمان أدرى بسعدٍ
َمثلاً من طرافهٍ وتلادهْ

وأبتْ أن تزيد حرفاً، لماذا؟
طمعاً في نقاوة الإستزادَهْ

* * *
سيدي رمتَ للحمى أمسِ رغْداً
هل ترى اليوم للجميع الرغادَهْ؟

كلُّ أمرٍ كما شهدت، ولكن
ألبسوا بنطلونَ (إبسن) عُبادَهْ

جمهروا ضحوة الخميس وبأتوا
ليلة السبت بعض خصيان (بادَهْ)

هل يسمِّي الفراغُ ما يرتديه
موضةً – حسب ما أدّعوا – أوضِمادَهْ

* * *
ولماذا أبنتُ أيلول كادتْ
كلَّ زوج أم اكتروها مُكادَهْ؟

ما بنوا غير دُورهم، من سيبني
كلَّ هذا الحمى قصوراً مُشادَهْ؟