ساعة نقاش مع طالبة العنوان

ساعة نقاش مع طالبة العنوان
موقع البردوني - لعيني أم بلقيس

ديوان لعيني أم بلقيس >  ساعة نقاش مع طالبة العنوان

ما جاء بين القوسين على لسان البطلة
أهلاً..! أتريدين العنوان؟
مهلاً أرجوك لماذا الآن

لا أدري الساعة… أين أنا
أو ما اسمي، أو من أي مكان؟

في صدري تبكي أطيار
عطشى… في جمجمتي شيطان

* * *
“شيطان أنثى أو ذكر”؟
شيطان (الأعشى) أو (حسان)

خفق ناري يعزفني
وصدى كأزاهير الرمان

* * *
(هَذي أغراض الشعر كما
جربت ولادات الوجدان)

(تغلي كربيع مخبوء
يشتاق إلى لقيا البستان)

* * *
(الطقس رديء ثلجي
أحياناً… جمري أحيان)

(أخبار اليوم نفوا، هجموا
كسروا إحدى كتفي لبنان)

* * *
(ألديك جديد تنشدنا؟
ما زال جنيناً… بل غثيان

” غداً المولود سنرقبه”
تدرين مواعيد الفنان

* * *
“ما مطلعها؟.. أقفا نأسى
من ذكرى سينا والجولان”

كل الوطن الغالي (سينا)
وجميع مدائننا (عمان)

“موشي” ما عاد هناك.. هنا
وهنا ألفا “موشي ديان”

من ذا يقتاد سفائننا؟
يا ريح… الموج بلا شطان

أتعيد الريح دم القتلى
وتشب شرايين الميدان؟

* * *
أترين مقابرنا يوماً
تهتاج… فتقذفنا شجعان

نهمي أمطاراً… أو نهوي
أشلاء…. أو نمضي فرسان

“معقول… ما دمنا نشوى
أن ينضجنا الألم الحران”

“أسخى الثورات جنى ولدت
في المنفى أو خلف القضبان”

أنسيت القهوة: فلتبرد
” بردت جداً سئم الفنجان”

* * *
“قل لي أقرأت مقالاتي ”
في أنقى ساعات الإمعان

وقصائدك الحلوات ضحى
وغروب صيفي الأجفان

ديوان يبدو…. لا أحلى
منه إلا أم الديوان

“شكراً يا…” وارتبكت ورنا
من عينيها خبث أمرآتان

فتناست لهجتها الأولى
وتناغت كالطفل الجذلان

وتناعست النبرات على
شفتيها كالفجر النعسان

* * *
“ما بدء قصيدتك الكبرى؟”
وأضاءت ضحكتها الفستان

ما زلت أفتش عن صوتي
وفمي… في معترك ِ الألحان

وأسائل عن وجهي عني
عن يومي في تيه الأزمان

عن حرف حر الوجه له
نفس غضبي وفم غضبان

“ألشعر اليوم كما تدري
ألوان… ليس لها ألوان”

“كل الأنفاس بلا عبق
كل الأوتار بلا عيدان”

“زمن الصاروخ قصائده
عجلى كالصاروخ العجلان”

“ولمن تشدو… والقصف هنا
وهنا… والعصر بلا آذان”

أيديه فولاذ…. فمه
طاحون… أرجله نيران

“يرنو من خلف التيه كما
ترنو الحيطان إلى الحيطان”

“أقراص النوم تبيع له
أهداباً… وهدوءاً يقظان”

* * *
ما أضيعنا يا شاعرتي
في عصر الوزن بلا ميزان

في ظل الغزو بلا غزو
في عهد البيع بلا أثمان

أموازنة القوات سوى
تجميل مناقير العدوان؟

* * *
“فلتسلم فلسفة الأيدي
ولتسقط فلسفة الأذهان”

“كل الأوراق بما حملت
تشتاق إلى ألفي طوفان”

* * *
ما أتعبنا.. يا أخت، وما
أقوى وأمر عدى الإنسان!

“أدري إنا لم نتغير
مهما” عصروا “لون الطغيان”

أترى القرصان وإن لبسوا
أطرى الأشكال… سوى القرصان

“تدري.. ما زلت لمولاتي
نعلاً… وأنا نعل السلطان”

“قل: لم تترك وثناً لكن..
… في أنفسنا أصل الأوثان”

“ما أضعفنا شيء إلا
ما فينا من طين الإذعان”

* * *
“فلأذهب… عفواً طولنا”
لم تذهب لقيانا.. مجان

“حسناً عنوانك”… وابتسمت
عيناها… كعشايا (نيسان)

صنعا يا سلوى عنواني
بيتي: في مزدحم الأحزان

عملي: عزاف مبتدئ
يبكي أو يشدو للجدران

صندوق بريد… معروف
برميل الحرق… أو النسيان

* * *
وهدأت برغمي وانصرفت
ولبسنا الصمت على الأشجان

12/أبريل/1972م