عروس الحزن

عروس الحزن
موقع الشاعر البردوني ديوان من أرض بلقيس

ديوان من أرض بلقيس >  عروس الحزن

صوتها دمع وأنغام صبايا
وابتسامات وأنات عرايا

كلما غنت جرى من فمها
جدول من أغنيات وشكايا

أهي تبكي أم تغني أم لها
نغم الطير وآهات البرايا؟

صوتها يبكي ويشدو آه ما
ذا وراء الصوت ما خلف الطوايا؟

هل لها قلب سعيد ولها
غيره قلب شقي في الرزايا؟

أم لها روحان: روح سابح
في الفضا الأعلى وروح في الدنايا؟

أم تلاقت في حنايا صدرها
صلوات وشياطين خطايا؟

أم تناجت في طوايا نفسها
لحن عرس وجراحات ضحايا؟

لست أدري. صوتها يحرقني
بشجوني إنه يدمي بكايا

كلما طاف بسمعي صوتها
هز في الأعماق أوتار شجايا

وسرى في خاطري مرتعشاً
رعشة الطيف بأجفان العشايا

أترى الحزن الذي في شجوها
رقة الحرمان أم لطف السجايا

أم تراها هدجت في صوتها
قطع القلب وأشلاء الحنايا

كلما غنت.. بكت نغمتها
وتهاوى القلب في الآه شظايا

هكذا غنت ، وأصغيت لها
وتحملت شقاها وشقايا

* * *
يا عروس الحزن ما شكواك من
أي أحزان ومن أي البلايا؟

ما الذي أشقاك يا حسنا؟ وهل
للشقا كالناس عمر ومنايا؟

هل يموت الشر؟ هل للخير في
زحمة الشر سمات ومزايا؟

كيف تعطي أمنا الدنيا المنى
وهي تطوي عن أمانينا العطايا

ولقوم تحمل البذل كما
يحمل الخل إلى الحسنا الهدايا

هل هي الدنيا التي تحرمني
أم تراخت عن عطاياها يدايا؟

أنا حرماني وشكوى فاقتي
أنا آلامي ودمعي وأسايا

لم يرع قلبي سوى قلبي أنا
لا ولا عذبني شيء سوايا!

جارتي، ما أضيق الدنيا إذا
لم تشق النفس في النفس زوايا